دعا منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية الجنرال يؤاف مردخاي إلى تطبيق مشروع (مارشال) في قطاع غزة، الذي يعاني من الحصار والأوضاع الاقتصادية الصعبة.
ولكن السؤال هنا، على ماذا ينص هذا المشروع؟ ولماذا طرح في هذا الوقت بالذات؟
أكد الدكتور حنا عيسى الخبير في القانون الدولي، أن الاحتلال الإسرائيلي عندما يتحدث عن مشروع مارشال فإنه يقصد الزاوية الاقتصادية لتنمية وتطوير قطاع غزة، على أساس أن يكون هناك مطار وميناء، ولكن تخضع لعدة اعتبارات.
وقال في لقاء مع "دنيا الوطن": "هذا المشروع الذي طبق منذ الستينات، فهو يخدم السكان المدنيين، ويوفر فرص العمل لهم بالإضافة إلى الصحة والتعليم والإسكان والترميمات، وبالتالي فهو يستهدف الحياة المعيشية".
وأضاف: "الاحتلال الإسرائيلي يريد تطبيق كل ذلك حتى يتم فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية وباقي الأراضي الفلسطينية، ليتسنى لهم عدم التواصل الجغرافي، وبالتالي استحالة إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، وأنه يوجه رسالة للفلسطينيين بأنه إذا شاؤوا إقامة دولة، فلتكن في قطاع غزة".
وفي السياق ذاته، أوضح عيسى، أن هذا المشروع يكون بشروط أولها: أن يكون قطاع غزة منزوع السلاح وألا يكون هناك أنفاق، بالإضافة إلى تواجد الرقابة الدولية على القطاع، مبيناً أن الهدف من هذا المشروع هو تقديم المساعدات للمواطن في قطاع غزة مقابل نزع السلاح، ولا يكون هناك أي أنفاق أو صواريخ.
بدوره، أوضح الدكتور أحمد رفيق عوض المحلل السياسي، أن مردخاي عندما طرح مشروع مارشال في قطاع غزة يقصد بذلك ترميم القطاع ومساعدة أهاليه، ولكن هناك هدف سياسي يتمثل في التدجين والتطويع ودمج القوى المعادية في رؤية جديدة تقوم على المشاركة والهدوء والتسوية.
وقال: "هذا المشروع يقوم على تحسين الوضع الاقتصادي، لأن تردي هذا الوضع سيؤدي الى الانفجار، وبالتالي جاء مردخاي بهذا المشروع كي يمنع ذلك"، لافتاً إلى أن هذا المشروع هو اقتصادي ولكن ثمنه سياسي.
وبين عوض أن مردخاي طرح هذا المشروع في هذا الوقت بالذات عندما وجد حركة حماس تنعطف بشكل كبير وهناك قيادة جديدة ترى الأمور بطريقة مختلفة، وبالتالي فإن ذلك تشجيع للتيار الجديد والجهود الأمريكية المصرية والتسوية.
وقال: "ينص هذا المشروع على أن يتم منح الفلسطينيين حياة كريمة لمنع اندلاع أي حروب مع الاحتلال، حيث إن الاحتلال الإسرائيلي يقول إنه يدفع مبلغ مليار دولار لقطاع غزة لترميمه بحيث لا تحدث أي حرب كل عامين أو ثلاثة، ويتم دفع مبالغ بشكل أكبر".
المختص في الشأن الإسرائيلي الدكتور ناجي البطة، قال: "نأسف بأن ينطلق هذا المشروع من أفواه إسرائيلية وليست عربية أو فلسطينية"، لافتاً إلى أنه عبارة عن مشروع تم بعد الحرب العالمية الثانية بعد انهيار اقتصاديات الدول التي استنزفت في الحرب وخاصة أوروبا وتحديداً بريطانيا وفرنسا وألمانيا، حيث تم ضخ مليارات الدولارات الأمريكية لاستنهاض اقتصاديات هذه الدول.
وقال: "هذا المشروع كان يهدف إلى نهضة أوروبا من جديد وانتشالها من آثار الحرب والدمار، حتى تستطيع أن تكون منتجة وأن تعيش الحياة التي تبعدها عن الحروب".
وأضاف: "هذا ما يدعو إليه مردخاي لتطبيقه في قطاع غزة، حيث كنا نتمنى إخراج القطاع من الحصار من خلال جهة فلسطينية أو عربية".
وبين البطة، أن مردخاي لم يطلع هذا المشروع لبعده الإنساني بقدر البعد الأمني، باعتبار أن استمرار الحصار وازدياد البطالة والفقر والحرمان يولد الانفجار، وبالتالي هذا المشروع يمنع الانفجار من الناحية الاقتصادية.
المزيد على دنيا الوطن .. https://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2017/11/07/1096342.html#ixzz4xmRE9ntv
Follow us: @alwatanvoice on Twitter | alwata