أعادت مجلة "روسيا في السياسة العالمية" نشر لقاء هام سبق أن نشرته صحيفة "Die Presse" النمساوية مع سيرغي كاراغانوف الرئيس الفخري لرئاسة مجلس السياسة الخارجية والدفاع الروسي.
وكانت الصحيفة النمساوية نشرت اللقاء في 17 نوفمبر الجاري. وجاء فيه، قول كاراغانوف، ردا على سؤال ما الذي يجعل روسيا تطلع للعب دور قيادي في العالم: "تاريخنا، كله، صراع من أجل البقاء...سيادة ودفاع- هذه أفكارنا القومية"
فجاءه سؤال: "لكننا في الغرب لا نفهم هذا المنطق، فالروس يدفعون ثمنا اقتصاديا باهظا لقاء ذلك؟" وكان الرد: "لدينا عقلية مختلفة ونظام شبه ديمقراطي. النظام شبه الديمقراطي أو الاستبدادي أكثر فائدة بكثير، للسياسة الخارجية، من النظام الديمقراطي".
وسأل المحاور: أي أن القيم الديمقراطية ثانوية؟ فأجاب كاراغانوف: "تماما. الديمقراطية إحدى طرق الإدارة. فهي تأتي وتذهب. وفي المرحلة الحالية، فاز أحد أشكال الديمقراطية. كان ذلك جيدا ومريحا للأشخاص الذين عاشوا في هذه البلدان. وقد بنيت هذه الديمقراطية، على التفوق العسكري للغرب، وعلى القدرة على الحماية المطلقة، وعلى أساس اقتصادي مربح للغاية. والآن، لست متأكدا ما إذا كان يمكنك الحفاظ على الديمقراطية الحديثة في المنافسة المفتوحة".
سؤال: ولكن الغرب كان أفقا تطلعت إليه روسيا على مدى مئات السنين؟ الجواب :" هذا جيد".
وعن سؤال: نحن لا نفهم كل شيء في السياسة الخارجية الروسية، فما الذي لا تفهمه روسيا في الغرب؟ أجاب كاراغانوف: "نحن نفهم كل شيء. ونشعر بالأسف على أشقائنا الأوروبيين...الاتحاد الأوروبي، أفضل مشروع خلقته الإنسانية، بدأ بالتصدع. فاحتاج إلى عدو خارجي، هو اليوم روسيا".
وحول ما يمكن أن تقترحه روسيا على أوروبا، أجاب الخبير الروسي أن روسيا، يمكنها أن تصبح المورّد الرئيس للأمن في أوراسيا، بما في ذلك أوروبا. مع تراجع أمريكا، في الشرق الأوسط.
وعبّر كاراغانوف عن أنه لا يرى نقاط تقاطع بناءة مع أمريكا، يمكن بناء العلاقات عليها، فقال: "لا أراها بعد".
وعن سؤال: هل تنظرون إلى العالم بتفاؤل؟، أجاب: "أهم مصادر تفاؤلي هو أن روسيا تتصرف بذكاء وقوة".